2025-07-31 09:30:48
أعربت كوريا الجنوبية عن سعادتها بالعودة من بيونغ يانغ بنقطة التعادل بعد مواجهة صعبة في تصفيات كأس العالم 2022 لكرة القدم أمام جارتها الشمالية، في مباراة وصفت بأنها "شرسة" و"متوترة". وانتهت المباراة -التي كانت الأولى بين الفريقين في كوريا الشمالية منذ 30 عامًا- بالتعادل السلبي، وسط ظروف غير اعتيادية شملت مدرجات خالية تمامًا من الجمهور ورفضًا من الجانب الشمالي لبث المباراة مباشرة.

مباراة متوترة وخالية من الجماهير
لم تشهد المباراة أي أهداف، لكن التوتر كان حاضرًا بقوة على أرض الملعب، حيث اشتكى اللاعبون الكوريون الجنوبيون من الأجواء العدائية والأسلوب العنيف الذي اتبعه الفريق الشمالي. وقال سون هيونغ-مين، نجم توتنهام هوتسبير والمنتخب الكوري الجنوبي، إن المباراة كانت صعبة جدًا، معربًا عن ارتياحه لعودة فريقه دون إصابات خطيرة. وأضاف: "بصراحة، كانت مباراة قاسية، وسمعنا الكثير من العبارات المسيئة من الخصوم".

من جانبه، انتقد تشوي يانغ-إيل، نائب رئيس اتحاد الكرة الجنوبي، الأسلوب العدواني للاعبي كوريا الشمالية، واصفًا المباراة بـ"الحرب"، حيث استخدم الخصوم الضربات بالمرفقين والركبتين لإعاقة تقدم الفريق الجنوبي. وأكد أن اتحاد بلاده يدرس تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو الاتحاد الآسيوي بسبب التصرفات غير الرياضية خلال المباراة.

علاقات متوترة وخلفية سياسية حساسة
تأتي هذه المواجهة في إطار علاقات متوترة بين الكوريتين، اللتين لا تزالان technically في حالة حرب منذ نهاية الصراع بينهما (1950-1953)، والذي انتهى بهدنة وليس بمعاهدة سلام رسمية. ورغم ذلك، شهدت السنوات الأخيرة محاولات للتقارب عبر الدبلوماسية الرياضية، مثل المشاركة المشتركة للكوريتين بفريق موحد في منافسات هوكي الجليد للسيدات خلال الألعاب الأولمبية الشتوية 2018، وكذلك السير تحت علم موحد في حفل الافتتاح.
كما عبرت الدولتان سابقًا عن رغبتهما في استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2032 بشكل مشترك، في خطوة تهدف إلى تعزيز السلام بينهما. لكن المباراة الأخيرة كشفت أن التوتر السياسي لا يزال يؤثر على العلاقات الرياضية بين الجانبين.
مستقبل المواجهات بين الكوريتين
في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل المواجهات الكورية الجنوبية-الشمالية في كرة القدم غير واضح، خاصة مع تصاعد الانتقادات حول أسلوب اللعب العنيف وغياب الشفافية في التعامل مع البطولات الرياضية في كوريا الشمالية. ومع ذلك، يأمل الكثيرون أن تكون الرياضة جسرًا للتقارب بين الشعبين، بدلًا أن تكون ساحة للتوتر والخلافات.
ختامًا، رغم النتيجة المتواضعة، فإن التعادل في بيونغ يانغ يُعتبر إنجازًا للفريق الجنوبي في ظل الظروف الصعبة، لكنه يترك العديد من الأسئلة حول إمكانية تطبيع العلاقات الرياضية بين الكوريتين في المستقبل.